بالله عليـــــكم...إلى متى ؟؟؟
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وقائد الغر المحجلين .. وبعد :
الحياة قسمان : حياة الدنيا وحياة الآخرة .. في حياة الدنيا هناك مسلم و كافر . فالمسلم هو الذي يخاف ربه ويخشاه , يعبده وحده ويطيعه . و هو الذي يعمل الأعمال الحسنة في دنياه ليلقى جزاءه في الآخرة ويفرح به , هذا هو المسلم الحقيقي لأنه لم ينسَ الحياة الأخرى التي تنتظره . أما الكافر فهو الذي لا يخاف خالقه ولا يخشاه , بل يعصيه و يجحد نعمه عليه , فتراه يعمل أعمالاً لا يرضاها الله عز وجل , وإن عمل شيئاً فإنما عمله لدنياه لا لآخرته . فهو والله لكافر جاحد ومصيره عذاب جهنم وساءت مصيراً
فهيا بنا يا شباب اليوم ويا رجال الغد .. هيا يا مسلمون هلموا للجد والعمل , ودعونا من القيل والقال , فهذه الدنيا ليست دنيا ملذات و شهوات , ولا دنيا لهو ومرح , وإنما هي مزرعة للآخرة نحصد زرعها و نقطف ثمارها يوم اللقاء . (( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )) النحل97
(( مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ )) غافر40
(( وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً )) الكهف46
فالعاقل هو الذي يسارع في الخيرات لينتفع بعمله بعد الممات
وكم من شيخ هرم تجده يقول : آه ليت شبابي يعود يوماً ... ليتني أعود لأيام صبابتي فأكون كما رغب خالقي ... وا حسرتاه على الأيام الخالية ... آه وآه ... ليت وليت
ليتَ وهل تنفعُ شيئاً ليتُ ـ ليتَ شباباً بُوعَ فاشتريتُ
هذه حالة كل من أحس بدنو أجله إذا به يندم ويتحسر على ما أضاعه من أوقات ثمينة يستحيل رجوعها. تجده يتمنى لو أن شبابه يعود إليه ليصلح أخطاءه . فلذلك كونوا أشداء وأقوياء بالإيمان الصادق , وواجهوا هذه الدنيا و تحدوا كل مشقاتها , فكلما زاد تحديك زاد إيمانك بالله .
فيا أخي دعك من اللهو وإضاعة الوقت وتجنب الأغاني ورفقاء السوء , واسمع لقول ابن الوردي:
اعتزل ذكرى الأغاني والغزلْ ـ وقل الفصل و جانب من هزلْ
ودعِ اللّهوَ لأيام الصِّبـــا ـ فلأيام الصِّبا نجمٌ أفــــلْ
ودعِ اللّهوَ لأيام الصِّبـــا ـ فلأيام الصِّبا نجمٌ أفــــلْ
فوالله إني لأكره أن يأتي يوم أراك نادماً فيه . فلماذا لا تحافظ على صلاتك في أوقاتها وتؤديها مع الجماعة في المسجد ؟ لماذا تهجر القرءان ؟ لماذا تضجر من طلب العلم والاجتهاد في تحصيله ؟ لماذا يا أخي لماذا ؟؟؟
نادِ على نفسك قبل أن ينادي عليك المنادي
فلو كنت حقاً تقرأ القرآن بكل خشوع وتمعن في آياته لشعرت بإحساس قلما تحس به , فتشعر وكأن القرءان يتنزل عليك آية آية كقوله تعالى : (( إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ-7- مَا لَهُ مِن دَافِعٍ-8- يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاء مَوْراً-9- وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْراً-10- فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ))
و أيضاً قوله جل و علا : (( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ-10- أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ-11- فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ-12- ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ-13- وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ-14- عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ-15- مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ-16- يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ-17- بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ-18- لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ-19- وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ -20- وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ-21- وَحُورٌ عِينٌ-22- كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ-23- جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ-24- لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلَا تَأْثِيماً-25- إِلَّا قِيلاً سَلَاماً سَلَاماً )) الواقعة
ألا يثير فيك هذا القول الصادق غيرة ممن هم أهل لهذا ؟ ألا يجعلك تحس أنه من واجبك أن تعمل في الدنيا عملاً صالحاً لتنعم به في دار القرار ؟ ألا يجعلك هذا القول تتمنى وتحب الفوز بالجنة بل بالفردوس الأعلى ؟ ألا تتمنى لقيا الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ؟ ألا ترغب برفقة الصديق أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله عليهم ؟
فوا ذلاه إن وقعت الواقعة , وانشق القمر , وزلزلت الأرض , وسارت الجبال , وبرق البصر , وخسف القمر , وجمع الشمس والقمر , وبعثر ما في القبور , وحصل ما في الصدور
وا ذلاه إن وقع كل ذلك ووقفنا بين يدي الله غير قادرين على أن نرفع رؤوسنا حياء من الله بسبب تقصيرنا , والذنوب قد أتت على كل الحسنات
وا ذلاه إن حرمت الجنة ونعيمها
وا ذلاه إن أتيت الحبيب - بأبي هو وأمي - فيقول لك سحقاً...سحقاً...بعداً...بعداً
وا ذلاه إن استغثت بأصحابك في الدنيا فقالوا لك نفسي ....نفسي
اللهم إني أسالك حسن الخاتمة , اللهم إني أسالك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل
اللهم إني أسالك الجنة وأستجير بك من النار . اللهم إني أسالك رضاك وعفوك ورحمتك ومغفرتك وتوبتك وهدايتك . اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم . اللهم اهدِ شباب هذه الأمة وأصلح أحوالهم . اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا. اللهم آمين آمين .. وصلى الله وسلم وباركَ على خير خلقه الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين
===================================