قال النبي صلى عليه وسلم : يا أبا بكر إن الله عنك راض فهل أنت عنه راض ؟
فاستفز أبو بكر السرور والوجد وقام يرقص أمام رسول الله قائلا : كيف لا أرضى عن الله ؟!
هذا ما استدل به على مشروعية الرقص والدوران في حلقات الذكر المولوية وبعض الطوائف المتصوفة
قال الدكتور البوطي حفظه الله في كتابه فقه السيرة النبوية :
فأما الدليل الذي يستندون إليه فهو دليل مختلق
ولم يثبت في حديث صحيح ولا ضعيف أن أبا بكر قام يفعل ذلك بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأما المدلول
فلا نقول إنه لم يثبت دليل عليه بل الحق الذي ينبغي أن يقال :
إن الدليل قد ثبت على حرمته
أجمع الأئمة على ان الرقص محرم إن كان مع التثني
واتفق الجمهور على انه مكروه إن كان بدون ذلك
فإدخال الرقص مهما كانت كيفيته في ذكر الله تعالى إقحام لما هو مكروه او محرم في عبادة مشروعة
وتحويل له بذلك إلى عبادة يتقرب بها الى الله دون أي دليل عليها أو على أنها قد خرجت عن الكراهية أو التحريم
أضف إلى ذلك ما يتلبس به حال هؤلاء " الذاكرين "
من التفوه بأصوات ليست من ألفاظ الذكر في شيء
وإنما هي حمحمات وهمهمات تصاعد من حلقوهم ليتكون منها دوي متناسق معين ينسجم مع تواقيع المنشدين والمطربين
فتحدث بذلك مزيدا من النشوة والطرب في النفوس
فكيف يكون هذا ذكرا لله تعالى كالذي أمر الله به والذي كان يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ؟!
وكيف يكون هذا عبادة والعبادة هي ما شرعه الله تعالى في كتابه أو سنة رسوله ؟!
هذا ما اتفق عليه علماء الشريعة الاسلامية في مختلف العصور
لم يشذ منهم إلاّ قلة مبتدعة شرعوا مالم يأذن به الله فكم من محرمات استحلوها ومن موبقات ارتكبوها
باسم الوجد او التواجد آنا وباسم الانعتاق في ربقة التكاليف آنا آخر
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
واهدنا الى صراطك المستقيم
والحمد لله رب العالمين