بنت العرب والشام
بقلم وليد خليل طعمة
اسمي : فلسطين بنت العرب والشام ..
جنسيتي : عربية ..
وديانتي : الإسلام ..
الحالة الاجتماعية : لا معلقة ولا مطلقة ولا سلام ..
الحالة الصحيـة : علل وسقام وبلايا جسام ..
الحالة الاقتصادية : الفقر والجوع والحرمان ..
الحالة الإنسانية : يتيمة الدهر , وأسيرة القهر , وليس عندي أمان ..
لمحة سريعة عن حياتي
أنا أرض الديانات : اليهودية , والمسيحية ، والإسلام .
مقهورة منذ الصغـر , ومحرومة من التنفس والسـفر ..
أما أبي المدعو ( عرب ) فقد انشغل بشهواته ونزواته بعدما صوروه وهو سكران , وثبتوا عجيزته على عرش فتان ..
وأما أمي ( شام ) المهجورة من غير ذنب أتت به في سابق الزمان , فلا حول لها ولا سلطان ..
إخوتي ( ثلاثة وعشرون ) أكثرهم قاطع للرحم , وأكثرهم لا يتذكرني إلا عندما تنزل علي ويلات بني صهيون , فساعتئذ يقيمون علي مجالس العزاء , ويتظاهرون بأنهم أحيطوا بالبلاء ..
آمالي في الحياة
من كثرة ما أعاين الموت مرات وكرات في كل يوم لم يعد عندي آمال في هذه الحياة أتطلع إليها سوى التحرر من العدوان , والخلاص من الجوع والحرمان .. وأحياناً أتمنى الموت العاجل بدل هذا الهوان ..
صفاتي الخاصة
أنا في منتهى الفتنة والجمال ، عربية أصيلة , وشخصيتي قوية , ومن أسرة ذات حسب ونسب وكنعانية ..
أتمتع بثلاثة أشياء :
ثلاثـة تذهب عنـا الحـزن ــ الماء والخضرة والشكل الحسن
أحب الحياة , وأعانق الورود , وأنشق الزهور , وأسبح في البحور , وأطرب بزغاريد الطيور ..
جبالي متوجة بتاج الوقار , وأنهاري جارية من غير توقف في فصل أو نهار , وأشجاري يانعة وغصونها دانية في كل حقل وبستان ودار..
ولكني وا حسرتاه قد أصبت بالنكبة والنكسة والخزي والعار , وأخي وشقيقي فيَّ محتار , والسيد عرب هود أسلمني للكفار والفجار ..
لي عشاق كثر , ولكنهم لا يقفون على أطلالي , ولا يتقدمون لخطبتي , لكيلا يدفعوا ضريبة ذلك , لأن مهري كبير وثقيل , ولا ينفع غيره مع أبرهة وأصحاب الفيل , خاصة بعدما غاب الصّدّيق والفاروق وبقية الراشدين , مع خالد وصلاح الدين ..
فمهري هو عتقي من رق الطغيان ، وشرطي هو فك الأسرى ودحر العدوان ..
علاقاتنا الأخوية
كما تعلمون لي ثلاثة وعشرون أخاً لا أحد منهم يزورني , كلهم خائفون وجلون من وحوش الطريق الذين أكلوا لحمي وسرقوا طعامي .. علماً أن كل أخ عنده من الجنود الأشاوس الملايين , وكلهم مستعدون للفداء بأرواحهم , ولكن إخوتي قالوا لهم : لا تخسروا أرواحكم , فنحن سنكفيكُمُ القتال , ولن نسكت على ما يجري في حق أختنا فلسطين , بل سنقف في صحراء الربع الخالي المترامية الأطراف ونصرخ كثيراً ونصرخ .... ونقول في صراخنا : خففوا الضغط عن أختنا فلسطين قبل أن يرتفع ضغط صديقتنا إيران .. خففوا الضغط عن أختنا فلسطين قبل أن تتسرع خفقات قلب حزب الله في لبنان ..
وأما أنتم يا شعوبنا , فكفاية عليكم خروجكم في المظاهرات إلى الشوارع والأزقات , ولسوف نقدر لكم هذا الموقف النبيل ونثمنه لكم ..
واعلموا أننا اليوم أفضلُ بكثير مما مضى , فنحن اليوم بأعلى جهوزية للقتال , بالصياح والصراخ والاستنكار ..
نعم أنا فلسطين المنكوبة , بنت العرب والشام ..
فعن أي شقيق أحدثكم ؟!! .
عن شقيق يطالبني بأن ألقي سلاحي الخفيف أمام أنجس وحش وأسوأ وحش عرفه تاريخ البشر ؟!.
أم أحدثكم عن شقيق يلوم اليهود على تقصيرهم في طمس هويتي وإضعاف شخصيتي , وقتل أطفالي وأبنائي ورميهم في الحفر ؟!!.
أم أحدثكم عن شقيق يضيء لليهود اللون الأخضر .. بل ويقول لهم : الباب لكم مفتوح , والصياح لنا - أمام عيون الناس - مسموح !!.
أم أحدثكم عن شقيق لا يزال يطرح فكرة الدولة الواحدة على أراضي القدس الخضراء , ليحكمني لكع بن لكع , ويكون وليَّ أمري يهوديٌّ مشرك ؟!!.
إلا أنه من الأفضل ألا أحدثكم ولا عن واحد منهم , وذلك لأن البصاقة إلى أي جهة بصقتها فلسوف ترجع عليك , وذلك لأنهم - على رغم جبنهم وجرمهم - محسوبون عليك أنهم عرب وأبناء عرب ..
فيا لَله للعرب والمسلمين .. اهـ .
================================