تتمة لملخص ( خطر اللسان وغفلة الإنسان )
15- عفت الله :
قال الرازي في مختار الصحاح : عَافَ الرجل الطعام والشراب يعَافَه عِيَافَةً كرهه فلم يشربه فهو عَائِف . مختار الصحاح (1/196) ولسان العرب (9/260)
ومنه نستنتج أن كلمة عفت الله معناه كرهت الله ، وهذا كفر كالقول السابق .
16- أريد أن أخلص من ربه :
وهذا كلام فيه كفر ، لأن قائله جعل الله شيئاً يضايقه وهو يريد أن يخلص منه ، ولن يخلص من سلطان الله سبحانه وتعالى أبداً لأنه عبدٌ لله شاء أم أبى .
17- أتحدى ربه :
من يكون الإنسان حتى يتحدى خالقه ، فإن العاقل يعلم أنه لا بد من وجود المماثلة على الأقل بين المتحدي والمتحدى ، فهل هناك من يماثل الله عز وجل حتى يتحداه .
إن كان يقدر على شيء اسمه ( تحدي ) كما يزعم ، فإن الله تعالى كتب الموت على الخلق أجمعين ، فليمنع الموت عن نفسه إن استطاع بل ليمنع عن نفسه المرض إن كان قادر على ذلك .
لا شك أن من يتحدى الله فإن الله سيقصمه ويدمره تدميراً ويوم القيامة يُرد إلى أشد العذاب ، هذا إذا لم يتب ويرجع عن مقالته تلك .
18- لست عارفاً ربه :
وبالعامية يقولون ( ما بعرف مين ربه ) أي أن قائل هذه الكلمة ينكر معرفة رب العالمين ، لأنه كونه لا يعرفه فهو ينكره ، لأن المعرفة ضدها الإنكار كما أسلفنا ، ومن أنكر رب العالمين فقد وقع في الكفر .
19- لا تفيدنا الصلاة ولا الدين :
لا شك أن هذا القول لا يصدر إلا عن ملحد منكر للدين كله ، مستغرق في شهوات الدنيا ونعيمها الزائل والله المستعان .
ومثل هذه الكلمة ( دعونا من الصلاة والصيام فالدين معاملة ) وأيضاً ( تكثر علي المصائب إن صليت .. فلن أصلي بعد اليوم ) .
20- قتلك حلال :
وفي هذه الكلمة استحلال ما حرمه الله بنص القرآن من تحريم قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، قال تعالى : ? وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقّ ? [ الأنعام : 151] .
وهذا حكم مجمع عليه بين علماء الإسلام ، فمن نقض هذا الحكم ارتد وخرج عن الإسلام ، ولكن إذا كان هناك شخص مهدور الدم ، كمن ارتد عن الإسلام أو من قتل نفساً معصومة بغير حق أو زنى وهو محصَن ، فهذا إذا قيل له قتلك حلال من قبل الحاكم الإسلامي ، ففي هذه الحالة لا شيء على القائل والله أعلم .
21- حلال على الشاطر :وهذه الكلمة تقال في غالب الأحيان عندما يتاجر شخص بسلعة وينفقها بالغش والمكر والخديعة والحلف الكاذب ، فعند ذلك بدلاً من أن يقال له ( اتق الله ) يُقال له : ( حلال على الشاطر ) ، والشاطر عند الناس هو من لا يأمن الناس خُبثه .
فالذي يقول لمن يأتي بعمل محرم بالإجماع ، حلال على الشاطر فقد أقره على عمله واستحسنه ، وبالتالي فقد استحل ما هو محرم بالإجماع وهذا كفر والعياذ بالله .
22- لستُ مسلماً ومثلها أنا يهودي أو نصراني :
فقائل هذه الكلمات أراد أن يكون كافراً ، وهو سيكون كما قال إذا لم ينتبه لما يقول من ألفاظ مهلكة ، فعن بريدة ? أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « من حلف قال إني بريء من الإسلام فإن كان كاذباً فهو كما قال وإن كان صادقاً فلن يرجع إلى الإسلام سالماً » رواه أبو داود (3258) وابن ماجه (2100) وإسناده صحيح . .
23- أنت حرام أن تكون إنسان ومثلها حرام أن يموت فلان : في هذه الكلمات اعتراض على العليم الحكيم في خلقه وفعله ، ومن اعترض على الله فقد انتقصه وهذا كفر .
24- حلال على ربك : في هذا الكلام دلالة أن الله يلزمه تشريع كالبشر ومن هذا الذي يشرع لله سبحانه وتعالى؟! هذا تشبيه واضح لله بمخلوقاته التي تخضع لتشريعه سبحانه وهو كلام ساقط .
25- نِيَّال ربك :
و ( نِيَّال) كلمة عامية تعني أغبط ، فيكون المعنى المقصود من قبل قائلها ( إني أغبط رب العالمين ) والغبطة هي أن تتمنى لنفسك مثل ما أوتي أخوك من نعم وافرة ، فالذي يقول ( نِيَّال ربك ) فهو يغبط الله فيتمنى أن يكون له مثل ملكه سبحانه ، وهذا أمر محال .
26- الله يدير باله عليك :في هذه الكلمة نسب صفة البال لله سبحانه وتعالى ، والبال هو الذهن والذاكرة ، فهل يغيب أحد عن الله تعالى حتى يبقيه في باله أو ذهنه أو عقله المزعوم!!. تعالى الله عن كل هذه الصفات ، لأنها صفات نقص تنسب فقط إلى مخلوقاته ، فمن نسب إليه بالاً فقد كفر .
27- يسعد الله :لقد ثبتت صفة الفرح لله تعالى في الأحاديث الصحيحة .
ففي الصحيحين عن أنس ? قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة » . رواه البخاري (5949 – 5950) ، ومسلم (2675) .
أما السعادة وإن كانت من مرادفات الفرح فلم تثبت كصفة لله تعالى لا في القرآن ولا في السنة فنسبها إلى الله لا يجوز ، وقد نسبها بعض الفسقة لله في أغانيهم كما في الأغنية الساقطة المشهورة ( يسعد رب البنات!! ) قاتلهم الله أنى يؤفكون .
28- ليس حي الله :
وبالعامية يقولون ( مو حي الله ) ومن قال هذا الكلام فقد نفى عن الله صفة الحياة ، الثابتة له سبحانه وتعالى بالإجماع ، وبالتالي فقد وقع قائلها في الكفر والعياذ بالله .
قال تعالى : ? اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ? [ البقرة : 255] .
انظر خطر اللسان لوليد طعمة : ص 19 حتى ص 68 ، وانظر ص 102 .
هذا ما تيسر لي نقله من كتاب خطر اللسان ، وهناك بعض المكفرات القولية التي لابد أن أذكرها تتمة للفائدة فأقول :
29- أبوس الله :
وهي كلمة عامية منتشرة بكثرة بين الناس وتعني " أريد أن أُقبِّل الله " ، وهل الله يشبه أحد من مخلوقاته حتى يُقبَّل ، لا شك أن من تفوه بمثل هذه الكلمة فقد وقع بالتشبيه من حيث لا يدري ، ويمكن استبدال هذه الكلمة بكلمة أفضل منها بكثير وهي " أبوس محمد " فإرادة تقبيل النبي صلى الله عليه وسلم هي أمنية كل شخص أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
30- والله لأعبدك العجل :
هذه الكلمة الخطرة يقولها بعض الناس لشخص يريدون أن يُصعِّبوا عليه بعض الأمور ، بحيث يصبح في ضيق وبالتالي يصل إلى درجة يريد الكفر بالله وعبادة العجل بزعمهم ، وقائل هذه الكلمة يريد أن يوقع المُخاطب بها في الكفر ، فهو يريد الكفر لغيره ومن أراد الكفر كفر كما مر معنا سابقاً .
ومثل هذه الكلمة قول البعض " لأكفرك بالعبري " .
31- بحسب الله ما خلقك :هذه الكلمة يقولها البعض لشخص قد غضبوا منه فيهددونه بهذه الكلمة الخطرة ، والتي تعني نفي كون الله خالق كل شيء ، قال تعالى : ? ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ? [ الأنعام : 102] .
32- العمى في ربك :
قائل هذه الكلمة ينسب العمى لله سبحانه وتعالى ، وهذا كفر لأنه انتقاص لله سبحانه ، قال تعالى : ? لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ? [ الشورى : 11] .
هذه نبذة من المكفرات القولية كثيرة الانتشار في المجتمع الإسلامي ، وهي ليست على سبيل الحصر ، فلا شك في وجود غيرها والمهم هو أن يعلم المسلم أن كل ما يتفوه به من كلام فهو محاسب عليه يوم القيامة ، قال تعالى : ? مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد ? [ ق : 18]